فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد تقدّم؛ وقيل: المراد بالإنسان هنا القائل هذه المقالة: هو الكافر يدعو لنفسه بالشرّ، وهو استعجال العذاب دعاءه بالخير كقول القائل: {اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32].
وقيل: هو أن يدعو في طلب المحظور كدعائه في طلب المباح، وحذفت الواو من {ويدع الإنسان} في رسم المصحف لعدم التلفظ بها لوقوع اللام الساكنة بعدها كقوله: {سَنَدْعُ الزبانية} [العلق: 18] و{وَيَمْحُ الله الباطل} [الشورى: 24] و{وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين} [النساء: 146] ونحو ذلك.
{وَكَانَ الإنسان عَجُولًا} أي: مطبوعًا على العجلة، ومن عجلته: أنه يسأل الشر كما يسأل الخير؛ وقيل: إشارته إلى آدم عليه السلام حين نهض قبل أن تكمل فيه الروح، والمناسب للسياق هو الأوّل.
وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَقَضَيْنَا إلى بَنِى إسراءيل} قال: أعلمناهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: أخبرناهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضًا: {وقَضَيْنَا إلى بَنِى إسراءيل}: قضينا عليهم.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن عليّ في قوله: {لَتُفْسِدُنَّ في الأرض مَرَّتَيْنِ} قال: الأولى: قتل زكريا، والآخرة: قتل يحيى.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في الآية، قال: كان أوّل الفساد قتل زكريا، فبعث الله عليهم ملك النبط، ثم إن بني إسرائيل تجهزوا فغزوا النبط فأصابوا منهم، فذلك قوله: {ثم رَدَدْنَا لَكُمُ الكرة عَلَيْهِمْ}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: بعث الله عليهم في الأولى جالوت، وبعث عليهم في المرة الأخرى بختنصر، فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه {فَجَاسُواْ} قال: فمشوا.
وأخرج ابن جرير عنه أيضًا قال: {تَتْبِيرًا} تدميرًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {عسى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ} قال: كانت الرحمة التي وعدهم بعث محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} قال: فعادوا فبعث الله سبحانه عليهم محمدًا، فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
واعلم أنها قد اختلفت الروايات في تعيين الواقع منهم في المرّتين، وفي تعيين من سلطه الله عليهم، وفي كيفية الانتقام منهم، ولا يتعلق بذلك كثير فائدة.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ للكافرين حَصِيرًا} قال: سجنا.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه، قال: معنى حصيرًا: جعل الله مأواهم فيها.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {حَصِيرًا} قال: فراشًا ومهادًا.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {إِنَّ هذا القرءان يِهْدِى لِلَّتِى هي أَقْوَمُ} قال: للتي هي أصوب.
وأخرج الحاكم عن ابن مسعود أنه كان يتلو كثيرًا {إِنَّ هذا القرءان يِهْدِى لِلَّتِى هي أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ} بالتخفيف.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَاءهُ بالخير} يعني قول الإنسان: اللهم العنه واغضب عليه.
وأخرج ابن جرير عنه في قوله: {وَكَانَ الإنسان عَجُولًا} قال: ضجرًا، لا صبر له على سرّاء ولا ضرّاء.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن سلمان الفارسي قال: أوّل ما خلق الله من آدم رأسه، فجعل ينظر وهو يخلق وبقيت رجلاه، فلما كان بعد العصر قال: يا ربّ أعجل قبل الليل، فذلك قوله: {وَكَانَ الإنسان عَجُولًا}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}
قوله تعالى: {لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}: أي: للحالةِ أو للمِلَّة أو للطريقة. قال الزمخشري: وأَيَّتَما قدَّرْتَ لم تَجِدْ مع الإِثباتِ ذَوْقَ البلاغةِ الذي تجده مع الحذف؛ لِما في إبهام الموصوفِ بحذفِه مِنْ فخامةٍ تُفْقَدُ مع إيضاحِه.
قوله تعالى: {وأَنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ}: فيه وجهان، أحدُهما: أن يكونَ عطفًا على {أنَّ} الأولى، أي: يُبَشِّرُ المؤمنين بشيئين: بأجرٍ كبيرٍ وبتعذيبِ أعدائهم، ولا شكَّ أنَّ ما يُصيبُ عَدُوَّك سُرورٌ لك. وقال الزمخشري: ويُحتمل أن يكونَ المرادُ: ويُخبر بأنَّ الذين.
قال الشيخ: فلا يكونُ إذ ذاك داخلًا تحت البشارةِ. قلتُ: قولُ الزمخشريِّ يَحْتمل أمرين، أحدُهما: أن يكونَ قوله: ويُحتمل أن يكونَ المرادُ: ويُخْبِرُ بأنَّ أنه من باب الحذف، أي: حَذَف ويُخْبِرُ وأبقى معموله، وعلى هذا فيكون {أنَّ الذين} غيرَ داخلٍ في حَيِّز البِشارة بلا شك، ويحتمل أن يكونَ قصدَه: أنه أُريد بالبِشارة مجرَّدُ الإِخبار سواءً كان بخيرٍ أم بِشَرّ، وهل هو فيهما حقيقةٌ أو في أحدِهما، وحينئذٍ يكون جمعًا بين الحقيقةِ والمجاز، أو استعمالًا للمشترك في معنييه، وفي المسألتين خلافٌ مشهور، وعلى هذا فلا يكون قوله: {وأَنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ} غيرَ داخلٍ في حَيِّز البِشارة، إلا أنَّ الظاهرَ مِنْ حالِ الزمخشري أنه لا يُجيز الجمعَ بين الحقيقةِ والمجازِ ولا استعمالَ المشتركِ في مَعْنَيَيْه.
قوله تعالى: {وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَآءَهُ بالخير} في الباءين ثلاثةُ أوجه:
أحدُها: أنهما متعلِّقتان بالدعاءِ على بابهما نحو: دَعَوْتُ بكذا والمعنى: أنَّ الإِنسانَ في حالِ ضَجَرِه قد يَدْعُو بالشرِّ ويُلِحُّ فيه، كما يَدْعُو ويُلِحُّ فيه.
والثاني: أنهما بمعنى في بمعنى أنَّ الإِنسانَ إذا أصابه ضرٌّ دعا وألَحَّ في الدعاءِ واستعجل الفرجَ، مثلَ الدعاءِ الذي كان يحبُّ أَنْ يدعوَه في حالة الخير، وعلى هذا فالمَدْعُوُّ به ليس الشرَّ ولا الخيرَ. وهو بعيدٌ. الثالث: أن تكونَ للسببِ، ذكره أبو البقاء، والمعنى لا يُساعده، والمصدرُ مضافٌ لفاعِلِه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}.
القرآنُ يدل على الحقِّ والصواب. و{أَقْوَمُ}: هنا بمعنى المستقيم الصحيح كأكبر بمعنى الكبير؛ فالقرآن يدل على الحق والصواب، ولكنَّ الخللَ من جهة المُسْتَدِلِّ لا الدليل، إذ قد يكون الدليل ظاهرًا ولكنَّ المستدِلَّ مُعْرِضُ، وبآداب النظر مُخِلٌّ، فيكون العيبُ في تقصيره لا في قصور الدليل.
والقرآنُ نورٌ؛ مَنْ استضاء به خَلَصَ من ظُلُماتِ جَهْلِه، وخرج من غمار شَكِّه. ومَنْ رَمَدَتُ عيونُ نظرِه التبس رُشْدُه.
ويقال الحَوَلُ ضَرَرُه أشدُّ من العَمَى؛ لأَنَّ الأعمى يعلم أنه ليس يُبْصِر فَيَتْبَعُ قائدَه، ولكن الأحول يتوهَّمُ الشيء شيئين نفهو بتخيُّلِه وحسبانه يماري مَنْ كان سليمًا.. كذلك المبتدِعُ إذا سَلَكَ طريقَ الجَدَل، ولم يضع النظر موضعهه بَقِيَ في ظُلُماتِ جَهْلِه، وصال بباطل دعواه على خَصْمِه، كما قيل:
بأطرافِ المسائلِ كيف يأتي ** ولا أَدْرِي لَعَمْرُكَ مُبْطِلُوها؟

{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}.
من الأدب في الدعاء أََلاَّ يسألَ العبدُ إلاَّ عند الحاجة، ثم ينظر فإنْ كان شيءٌ لا يعنيه ألا يتعرَّضَ له؛ فإنَّ في الخبر: «مِن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ثم من آداب الداعي إذا سأل من اللَّهِ حاجَته ورأى تأخيرًا في الإجابة إلا يَتَّهَم الحقَّ سبحانه ويجب أن يعلم أن الخير في ألا يجيبَه، والاستعجالُ- فيما يختاره العبد- غيرُ محمود، وأوْلى الأشياءِ السكونُ والرضا بحُكْمِه سبحانه، إن لم يساعدْه الصبر وسَأَلَ فالواجبُ تَرْكُ الاستعجال، والثقةُ بأنَّ المقسومَ لا يفوته، وأَنَّ اختيارَ الحقِّ للعبد خيرٌ له من اختياره لنفسه. اهـ.

.تفسير الآيات (12- 14):

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}.

.مناسبة الآيات لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ثبت ما لصفته تعالى من العلو، ولصفة الإنسان من السفول تلاه بما لأفعاله تعالى من الإتقان، ذاكرًا ما هو الأقوم من دلائل التوحيد والنبوة في العالمين: العلوي والسفلي، ثم ما لأفعال الإنسان من العوج جريًا مع طبعه، أو من الإحسان بتوفيق اللطيف المنان، فقال تعالى مبينًا ما منحهم به من نعم الدنيا بعد ما أنعم عليهم به من نعم الدين: {وجعلنا} أي بما لنا من العظمة {الليل والنهار آيتين} دالتين على تمام العلم وشمول القدرة، آية الليل كالآيات المتشابهة، وآية النهار كالمحكمة، فكما أن المقصود من التكليف لا يتم إلا بذكر المحكم والمتشابه فكذلك الزمان لا يتيسر الانتفاع به إلا بهاتين الآيتين {فمحونا} أي بعظمتنا الباهرة {آية الليل} بإعدام الضياء فجعلناها لا تبصر بها المرئيات كما لا يبصر الكتاب إذا محي {وجعلنا} أي بعظمتنا {ءاية النهار} ولما كانت في غاية الضياء يبصر بها كل من له بصر، أسند الإبصار إليها مبالغة فقال: {مبصرة} أي بالشمس التي جعلها منيرة في نفسها، فلا تزال هذه الدار الناقصة في تنقل من نور إلى ظلمة ومن ظلمة إلى نور كما للإنسان- بعجلته التي يدعو إليها طبعه وتأنيه الداعي إليه عقله- من انتقال من نقصان إلى كمال ومن كمال إلى نقصان، كما أن القمر الذي هو أنقص من الشمس كذلك: ثم ذكر بعض المنافع المترتبة على ذلك، فقال تعالى: {لتبتغوا} أي تطلبوا طلبًا شديدًا {فضلًا من ربكم} أي المحسن إليكم فيهما بضياء هذا تارة وبرد هذا أخرى {ولتعلموا} بفصل هذا من هذا {عدد السنين} أي من غير حاجة إلى حساب، لأن النيرين يدلان على تحول الحول بمجرد تنقلهما.
ولما كانا أيضًا يدلان على حساب المطالع والمغارب، والزيادة والنقصان، وغير ذلك من الكوائن، لمن أمعن النظر، وبالغ في الفكر، قال تعالى: {والحساب} أي جنسه، فصلناهما لذلك على هذا الوجه المتقن بالزيادة والنقصان، وتغير الأحوال في أوقات معلومة، على نظام لا يختل على طول الزمان مقدار ذرة، ولا ينحل قيس شعرة إلى أن يريد الله خراب العالم وفناء الخلق، فيبيد ذلك كله في أسرع وقت وأقرب زمن، ولولا اختلافهما لاختلطت الأوقات وتعطلت الأمور {وكل شيء} غيرهما مما تحتاجون إليه في دينكم أو دنياكم {فصلناه} أي بعظمتنا، وأزلنا ألباسه، وأكد الأمر تنبيهًا عل تمام القدرة، وأنه لا يعجزه شيء يريده، فقال تعالى: {تفصيلًا} فانظروا بأبصاركم وبصائركم، وتتبعوا في علانياتكم وسرائركم، تجدوا أمرًا متقنًا ونظامًا محكمًا {ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسير} [الملك: 4].
ولما كان هذا أمرًا دقيقًا جدًا، أتبعه ما هو أدق منه وأغرب في القدرة والعلم من تفاصيل أحوال الآدميين، بل كل مكلف بعضها من بعض من قبل أن يخلقهم، فقال تعالى: {وكل إنسان} أي من في طبعه التحرك والاضطراب {ألزمناه} أي بعظمتنا {طائره} أي عمله الذي قدرناه عليه من خير وشر، ولعله عبر به لأنهم كانوا لا يقدمون ولا يحجمون في المهم من أعمالهم إلا بالطائر فيقولون: جرى لفلان الطائر بكذا.
{في عنقه} أي الذي محل الزين بالقلادة ونحوها، والشين بالغل ونحوه، إلزامًا لا يقدر أن ينفك عن شيء منه كما لا يقدر على الانفكاك عن العنق، وذلك كما ألزمنا بني إسرائيل ما قضينا إليهم في الكتاب، فكان كما قلنا، وهم يعلمون نه من السوء بمكان، فلم يقدروا على الاحتراز منه والانفصال عنه، فلا يمكن أن يظهر في الأبد إلا ما قضى به في الأزل جف القلم بما هو كائن، {ونخرج} أي بما لنا من العظمة وشمول العلم وتمام القدرة {له يوم القيامة} أي الذي لابد من إيجاده {كتابًا} بجميع ما عمل {يلقاه} حال كونه {منشورًا} تكتبه حَفَظَتَنا كل يوم، ثم إذا صعدوا قابلوا ما فيه على ما سطرناه قديمًا في اللوح المحفوظ فيجدونه كما هو، لا خلاف فيه أصلًا، فإذا لقي كتابه يوم العرض قيل له: {اقرأ كتابك} أنت بنفسك غير ملزم بما يقرأه غيرك {كفى} وحقق الفاعل بزيادة الباء فقال تعالى: {بنفسك اليوم} أي في جميع هذا اليوم الذي تكشف فيه الستور، وتظهر جميع الأمور {عليك حسيبًا} أي حاسبًا بليغًا، فإنك تعطي القدرة على قراءته أميًا كنت أو قارئًا، ولا ترى فيه زيادة ولا نقصًا، ولا تقدر أن تنكر منه حرفًا، إن أنكره لسانك شهدت عليك أركانك، فيا لها من قدرة باهرة، وقوة قاهرة، ونصفة ظاهرة!. اهـ.